登入選單
返回Google圖書搜尋
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل
註釋

شفاء العليل لابن القيم


شفاء العليل يكون غالبا بالرجوع إلى التأصيل، ولحل كل اختلاف ناشب علينا الاحتكام إلى الرسول وصحبه وفهمهم الصائب. و لهذا يبدأ تلميذ شيخ الإسلام الأبواب الأولى بذكر أحاديث القضاء والقدر وأن الأمر قضي يوم خلق الله القلم وكان عرشه على الماء. ولهذا حكم النبي بحجية قول سيدنا آدم في محاجته لسيدنا موسى بأن عصيانه مكتوب عليه (و القدر حجة بعد توبة الإنسان). وأنه كتبت لكل نفس شقاءها وسعادتها قبل أن تخلق ثم كتبت وهي في البطن جنينا، فإن قيل ففيم العمل أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بآيتي سورة الليل وقال "كل ميسر لما خلق له".

وقسم التقادير لخمسة تقديرات واحدة يوم خلق القلم وثانية قبل خلق النفس وبعد خلق السماوات والأرض وثالثة في البطن ورابعة كل سنة ليلة القدر وخامسة كل يوم. وقسم المراتب كذلك لأقسام كالعلم والكتابة والمشيئة والخلق السابق للأعمال.

و الله أرسل رسله لهداية الناس فمن أطاعه هداه ومن عصاه و استكبر ختم على قلبه.

و فصّل ابن القيم في موضوعي الإرادة الحرة ومعضلة الشر فقال في الأولى "مراد الله من عباده ما علم أنهم إليه يصيرون ولكنه لم يسلبهم قدرتهم ولم يمنعهم مراشدهم" فعلمه سبق عملهم فكان يعلم ما يقومون به و لكنه لم يسلبهم القدرة على عمله (ومن أوضح الأدلة على هذا خروج سيدنا آدم من الجنة). وأما الثانية فأورد أن معنى الشر هو إيراد الأمر في غير محله والله مقدس عن هذا. وأن علمنا إلى علمه لا يقارن فلهذا يمكن أن ندرك الأمر كونه شر و لكنه خير. و ختمها بقوله: "من أظلم الظلم وأبين الجهل وأقبح القبيح وأعظم القحة والجراءة أن يعترض من لا نسبة لعلمه إلى علوم الناس التي لا نسبة لها إلى علوم الرسل التي لا نسبة لها إلى علم رب العالمين عليه ويقدح في حكمته ويظن أن الصواب والأولى أن يكون غير ما جرى به قلمه وسبق به علمه وأن يكون الأمر بخلاف ذلك فسبحان الله رب العالمين تنزيها لربوبيته وإلهيته وعظمته وجلاله عما لا يليق به من كل ما نسبه إليه الجاهلون الظالمون"

في معظم الحالات الواردة بالكتاب كلا طائفتي القدرية والجبرية نظرت بعين عواراء، فما تثبته الواحدة منهما تنفيه الأخرى وأما أهل العلم فنظروا إلى الأمر باعتدال.

وأرى أن الجهل ببعض الأمور أفضل من العلم بها، من هاته الأمور مقالات الطوائف الضالة التي لم يعد لها وجود حاليا خصوصا لغير المختص.

و في الأخير لا نقول إلا ما يقوله سيد البشر "ناصيتي بيدك، ماض في حكمك عدل في قضاؤك