الاتجاهات الجديدة في سياسة التعليم

تأليف

صلاح عبد القادر البكري

كان لبحث مشاكل التعليم وما ينبغي لإصلاحه وترقيته نصيب كبير من عناية الدول في الشرق والغرب، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وقد تبارت الدول في ذلك حكومات وشعوبًا، مشبعة بالرغبة في وضع أساس قويم لعالم جديد لا تعصف به الأهواء والشهوات، ولا يتعرض لمثل ما تعرض له هذا الجيل من الأخطار. ولا غرو أن يكون هذا هو الاتجاه العام لجميع الأمم الحرة ما دامت تؤمن بأن التعليم الصحيح هو أساس كل شيء من مقومات الوجود الإنساني، وأنه إذا لم يصلح التعليم فلا بد أن ينهار كل شيء في العالم من جديد.

إننا اليوم نعيش في قلب عالم تجتاحه نهضة عارمة شاملة بدّلت -وما تزال- خارطته السياسية، وأعادت النظر وما تزال في بيئته الاقتصادية والاجتماعية، وفي المفاهيم التي كانت تسيطر عليه، وبدأت تخلصه من ظواهر استحكمت في الماضي بحياته وشوهتها، كسيطرة دولة على أخرى، واستغلال إنسان لإنسان، إلى غير ذلك من الظواهر التي لعبت دورًا سلبيًّا في حياة البشر، فقسمتهم وألّبتهم على بعضهم البعض ونالت من إنسانيتهم، فالنظم التربوية لا تستطيع أمام هذا العالم أن تتجاهل مسؤوليتها

من مقدمة المؤلف