منذ عرفتُه وأنا أغبطُهُ على الحماسة التي يمتلكُها والدّأب الذي أظهرهُ وهو يؤثّث مرحلة ما بعد التقاعد بمشاريعَ كتابيّة وبحثيّة وإبداعيّة متنوعة، ويُثري أيامه بتجاربِ السّفر والاستكشاف، طاويًا المسافات تلو المسافات عابرًا الجغرافيا غير آبهٍ بالحدود إخلاصًا لمشروعه وفكرته.
هو ذا سميح مسعود، الصديق الذي يبدو لي أقرب إلى بطل سينمائي؛ شغوف بالمعرفة وارتياد مناطق جديدة، لا يكلّ ولا يملّ، يحمل قلمه ودفتره أينما حلَّ وارتحل، مستعيناً بذاكرة مضيئة يستعيد من خلالها الأحداث كما لو أنه يحمل كاميرا تصوير محترفة لا تهمل تفصيلة أو زاوية أو ركنًا معتمًا.
في مقالاته في هذا الكتاب، بعضُ حصاد السنين والرؤى والتأملات التي تستغرقه في لحظات الصفاء بين مشروع -في الكتابة أو السفر- وآخر. وفيها الكثير من المعرفة والتوثيق والعودة للتاريخ، مما يجعلها نصوصًا مثقفة تشتبك مع الماضي والراهن وتنظر بعين البصيرة إلى المستقبل.
سميح مسعود.. مشروع ثقافي على هيئة رجل، فهنيئًا لنا به وبما أنجره.
