إنَّ المقاصد، التي تشكل الأساس لفهم النصوص الشرعية وديننا الفطري الحنيف، ليست مجرد قواعد أو أحكام جامدة، بل هي روح العقيدة والشريعة ونبض تزكية النفس.
فالمقاصد تهدف إلى تحقيق الحِكم التي خلقنا الله لأجلها، وتحقيق مصالح الناس ورفع الضرر عنهم، وتوجيههم نحو غايات الخير والسعادة بتزكية الأنفس والإحسان في آداء مهمة الإنسان في هذه الدنيا التي هي عبادة الله وحده بالإستخلاف في الأرض والعمارة والإصلاح فيها.
وفي هذا الكتاب عرض اجتهادي, أو محاولة لتدوين علم مقاصد جديد, مستعيناً فيه بمبدأ الربط بين الجوانب الثلاث لعلم المقاصد الإسلامي, العقائدي, والشرعي, والتزكوي.
وتتجلى غايات تزكية الأنفس في أنَّ الإسلام يدعو إلى تربية النفس وتوجيهها نحو الكمال، حيث تتِكامل فيه الأبعاد الروحية والأخلاقية والإجتماعية، مما يحقق توازناً فريداً بين الفرد والمجتمع.
ونود القول بأنَّ التجديد في علم المقاصد لا يعني التخلي عن الثوابت، بل يعني فهم هذه الثوابت في ضوء الواقع المعاصر، فمثلا في المصالح الشرعية علينا استنباط الأحكام الشرعية منها بطريقة علمية ومنطقية منضبطة مع أصول الشرع وأصول الدين.
إنَّنا ندعوك عزيزي القارئ إلى الانضمام إلينا في هذه الرحلة، رحلة البحث عن المعنى والحقيقة، رحلة نحو فهم أعمق لديننا الحنيف. فهل أنت مستعد؟