登入選單
返回Google圖書搜尋
جماليات الصورة البيانية في المدحة النبوية عند حسان بن ثابت
註釋


كان الشعر العربي القديم ولا يزال – بالرغم من تطور العصر- ديوان العرب , بوصفه سجلا تاريخيا حوى آثارهم ومفاخرهم , وبسبب كونه أدبا خالدا وحيا على مر العصور , فإنه لم يتأثر بالمحاولات المتكررة لصرف الأنظار عنه بدعوى أنه تراث قديم قد عفى عليه الزمن . فلا المعاصرة حدت من تألقه , ولا الحداثة مست بجوهر كيانه ولا الحداثانية قوَّضت جمال بلاغته وسحر بيانه.

ولئن كان من غير السائغ ادعاء العصمة لهذا الشعر من كل زلل , ونسبة الكمال إليه ونعته بالنأي عن كل نقصان ,كما لا يليق إضفاء هالة من القداسة عليه تجعله بمبعدة عن كل نقد أو فحص , فإنه يتعين الاعتراف بكونه أدبا إنسانيا كبقية الآداب , يعطي بقدر ما يأخذ , ويؤثر بقدر ما يتأثر , وهو دوما في مسيس الحاجة إلى الدراسة والتطوير , والإضافة والتنقيح ,كما هو في حاجة كذلك إلى قراءة جديدة , وهذا هو شأن الأدب الحي الذي يوحي بدلالات جديدة ، وتتكشف لك رؤى أخرى وأبعاد مضمرة ، كلما أعملت النظر فيه .

ويبقى الشعر العربي القديم بزخم مادته , وتنوع أغراضه أرضية خصبة لبذور العصرنة والتجديـد , ومجالا واسعا للحوار , فمـن أي جانب أتيته وجدته طيعا لا يتمنع عن إمتاعك وإفادتك ، وهو بذلك ، في مجموعه ، مثـال صادق لما يطلق عليه بعض النقاد نعت " النص المفتوح " .

ولقد أثار انتباهي , وجلب اهتمامي وأنا أطالع هذا الشعر باستمرار تعدد الدراسات حول الصورة في هذا الشعر وتنوع مفاهيمها , من صورة شعرية إلى صورة فنية , إلى صورة أدبية , إلى صورة بلاغية , إلى صورة بيانية ...

كما لفت نظري دراسات النقاد المحدثين , في محاولاتهم وعبر مؤلفاتهم الكثيرة والمتنوعة للتنظير لمفهوم جديد لشعرنا العربي القديم .