هذه الرسالة واحدة من إرث علمائنا الأفاضل، وهي رسالة لطيفة مفيدة، بيَّن فيها أحكام النظر، وحدود العورات، وما يتعلق بذلك من أمور الفقه.

وقد أوضحتْ هذه الرسالةُ بإيجازٍ جملةً من أحكام البصر، وطائفةً مختصرةً من المسائل الفقهية التي يحتاجها المسلم ليكون غاضًّا لبصره، وقَّافًا عند حدود الله وشرعه، مزكيًا لنفسه، مطهرًا لقلبه وروحه.

وهذه الرسالة مكتوبة بلغة الفقهاء، مرتبة على تقسيماتهم، مبينة بمصطلحاتهم، وصاحبها من علماء القرن الثامن الهجري، فقراءة مثل هذه الرسائل والكتب تحتاج إلى شيء من الرَّوية لإدراك مرامي المصنف، وفهم مقصده.

وقد قام المحقق بالتعريف بالأسرة السبكية كأحد الأسر العلمية للفائدة أولاً، ثم للحاجة إلى ذلك ثانياً عند الكلام عن المخطوط، حيث وقع من الناسخ أن صاحبِ الرسالة: «برهان الدين» ابن «تقي الدين»، والصواب أنه: «تاج الدين»، فحتى لا يحصل لبس، ويُظَنَّ أنَّ من أولاد تقي الدين السُّبْكِيّ مَنْ لَقَبُهُ برهانُ الدين؛ بين المحقق أحوالَ هذه الأسرة، وترجم لجميع أولاد تقي الدين