登入選單
返回Google圖書搜尋
من مذكرات مدرس خصوصي
註釋

الحقني يا مستاااااااااااااار!

بالمناسبة، أنا أملك القدرة على أن أريكم كيف يكون المدرس "أي حاجة تانية" غير كلمة مدرس.. هذه المرة نحن في منزل دكتور (أشرف)، وهو طبيب أسنان محترم له من الأبناء ثلاثة.. الابن الأكبر فقط هو الذي يأخذ معي درس خصوصي وهو طالب في الصف السادس..

المشكلة الوحيدة هي في أم هذا الطالب... أمه سيدة عادية جداً وربة منزل أيضاً، ولكن أستشعر أحياناً كثيرة أنها "ست مجنونة شوية".. والله لا أقصد الإهانة مطلقاً ولكن أتمنى أن يوضح الموقف التالي ما أريد أن أوضحه لحضراتكم..

في إحدى أيام الأحد المعتاد، ذهبت لتلميذي (محمد) كعادتي في تمام السادسة مساءً.. استقبلني الولد، وأخذني لحجرته، ثم جلسنا على مكتبه.

وبدأنا الحصة..

بعد حوالي الربع ساعة تقريباً - على ما أذكر – بدأ صوت الأم وصوت الأولاد الاثنيين في الوصول إلى مسامعي.. حاولت أنا و(محمد) التركيز بقدر المستطاع في صلب الموضوع، ولكن صوت "مدام أم محمد" كان أعلى وأقوى من تركيزنا الذي بات يضعف ويضيع ويتلاشى بسرعة مع اقتراب صوت الأم والأولاد من باب الحجرة التي كنت بها..ثم.. دخلتْ علىّ الأم والطفلان وعلامات الفزع والخوف على وجوههم..

- الحقني يا مستر.. إيدك معايا والنبي..

- فيه إيه إللي حصل يا افندم؟ خير؟..

- فار..لقيته داخل عليا من المطبخ.. صرخت فيه، برضه دخل بالعند..

- بالعند؟!

- آه بالعند.. ومش عارفة أعمل إيه دلوقتي.. أرجوك إيدك معايا يا مستر..

قمت معها.. ولكم أن تتخيلوا حالة الذهول التي كنت بها – ليس من الفأر ولكن من الطلب الغريب الذي لم أفهمه مطلقاً.. السيدة الفاضلة أوقفت حصة المدرس المحترم من أجل أن يساعدها في مطاردة الفأر..

المهم.. ذهبت معها إلى المطبخ.. ومن وراءنا الأولاد التلاتة تملؤهم روح الإثارة والفخر أيضاً بمستر باهر "قناص الفئران"..

ودخلنا المطبخ..

وبدأت أتوجه من مكان لآخر داخل المكان لعلي أعثر على هذا المخلوق الذي أضاع مني "ثمن" الحصة.."أصلي الصراحة كنت مزنوق اليومين دول في قرشين".. كانت الأم تفتح لي الفرن وأنا أهجم على المكان، ثم لا أجد شيئاً.. فتفتح لي دولاب المطبخ السفلي فالعلوي.. والنتيجة واحدة.. لا شئ.. ظللنا هكذا لحوالي ثلث الساعة تقريباً.. وقفنا للحظة في يأس بعد كل هذا الترقب والحصار والكر والفر مع الفأر المختفي..

- تقريباً مفيش حاجة حضرتك..

- يعني إيه يا مستر؟!..

- هو تقريباً طلع خلاص..

- لا لا لا .. أكيد مستخبي هنا ولا هنا.. هِش هِش!!.. (حاولت هي أن تستلم مني زمام الأمور في الحصار الذي فرض حول منطقة البوتاجاز ودواليب المطبخ، ولكن بلا جدوى..

- يبقى خرج حضرتك..

- تفتكر؟..

- أكيد ياافندم.. ماهو مالوش أي أثر..

وبعد محاولات من الإقناع استطعت أن أخرجها من المطبخ.. خرجت هي والأولاد أمامي.. وأثناء خروجي بعدهم، سمعت صوت "خروشة" تحت البوتاجاز.. التفتُّ بعيني اليمنى فقط لأجد ذيل طويل يتحرك متجهاً إلى مكان مظلم تحت البوتاجاز... بماذا تفكرون؟... لا لا لا .. لم أخبرها بالطبع عما وجدت وإلا كنت سأضمن عدم الخروج من هنا وهذا الفأر موجود.. ولكني فكرت فيما فعلته هذه الأم بي، فقررت الانتقام منها بعد "التهزيئة" التي كافأتني بها أمام تلميذي وأولادها.. ما رأيكم؟.. ألا تستحق مني هذه الفكرة الشريرة؟..

ودمتم.