تعد قضية البرنامج النووي الإيراني من أكثر قضايا الانتشار النووي تعقيدًا وتشابكًا في الوقت الراهن، وتثير العديد من الأبعاد التي تبدأ بالنوايا النووية الحقيقية والغموض الذي يميز سياسة إيران في هذا الإطار منذ البداية. وتتباين الاتهامات تجاه البرنامج النووي الإيراني، فالمؤشرات الأمريكية والغربية تشير إلى نشاطات نووية إيرانية غير سلمية، دون وجود ما يؤيد تلك الرؤية. وفي المقابل، هناك تأكيد إيراني بأن البرنامج سلمي ولغرض الاستفادة العلمية وإنتاج الكهرباء لسد حاجة إيران منها. ولا يزال الجدل في الأوساط السياسية والأكاديمية، وتبرز تطوراته مسارات واتجاهات مختلفة عند تحليلها، فالقضية النووية اليوم هي قضية وجود وطموحات قبل أي شيء آخر. وقد أبرمت إيران اتفاقًا نوويًا مع القوى الغربية الرئيسة بما يمكن من مراقبة هذا البرنامج واستمراره في صيغته السلمية، وتمكنت بذلك من التخلص من العقوبات الدولية المختلفة. إلا أن هذا الاتفاق سرعان ما نقض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت بخطوات متسارعة في التصعيد مع إيران لتعيد الجدل مجددًا حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني ومستقبله.