مما لاشك فيه أن البيئة الإقليمية للدول بما تشمله من بعد جغرافي، وعرقي وتاريخي تلعب دوراً بارزاً في تشكيل مسار سياستها الخارجية, وتعد تركيا من أكثر النماذج التي تشكل بيئتها الإقليمية محدداً واضحاً على سياستها الخارجية لما تكشفه هذه البيئة الإقليمية من مجالات واسعة للحركة والتأثير المتبادل, ومن هنا نلاحظ رغبة تركيا بالخروج من الدور الإقليمي الذي تلعبه إلى دور دولي أوسع وأهم. حيث تؤثر على سياسة تركيا الخارجية وعلاقتها الإقليمية والدولية عوامل داخلية تتمثل بالمؤسسات الرسمية المعنية بصياغة السياسية الخارجية التركية، وآلية صنع القرار، والأحزاب السياسية، والرأي العام، والحركة الإسلامية، وجماعات المصالح، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسة العسكرية، ودورها في الحياة السياسية, وتتشابك مع هذه العوامل عوامل خارجية ناجمة عن تأثيرات الموقع الجيوستراتيجي. وعضويتها في حلف شمال الأطلسي وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي، وتطلعها لدور فعال في البلقان، وآسيا الوسطى، والقوقاز حيث تفرض هذه العوامل، والمحددات المتداخلة، والمتفاعلة تأثير متبادل على صناع القرار للسياسة الخارجية التركية، وتدفعهم للتعامل بحذر، وتوازن لتحقيق مصالح تركيا. أما فيما يتعلق بانعكاسات السياسة الخارجية التركية على الأمن الوطني العراقي فمن المؤكد أن العراق يتأثر ويؤثر من خلال علاقته الخارجية بالدول الإقليمية والدولية، وتلعب السياسة الخارجية التركية دوراً مهماً ومؤثراً على العراق من عدة جوانب سياسية، واقتصادية، وأمنية، وعليه فإن أمن العراق الوطني يتأثر بشكل أو بآخر بحركة السياسة الخارجية التركية.
Descriptor(s):
FOREIGN POLICY | FOREIGN RELATIONS | INTERNATIONAL RELATIONS | NATIONAL SECURITY | TURKEY | ARAB COUNTRIES | IRAQ