登入選單
返回Google圖書搜尋
النص القرآني والعلوم اللغوية العربية: دراسات في التداخل والتكامل
註釋

نـزلَ القـرآن الكـريم والمخاطَبون به قومٌ عـربٌ أُولو بيـانٍ فاضـل، وفهمٍ بارع أنزله جَـلَّ ذكـرُه بلسانهم وصيغة كلامهم الّذي نشأوا عليـه، جُبلوا على النطق به، فتدرّبوا به، يعرفون وجه خطابه، ويفهمـون فُـنـونَ نظـامـه، ولا يحتاجـون إلى تعلّم مُشْكِله وغريب ألفاظه حاجةَ المولَّدين النّاشئين فيمن لا يعلم لسانَ العرب حتّى يُعَلَّمَه، ولا يفهم ضُروبَه وأمثاله وطـرقه وأساليبه حتّى يُفَهَّمَها... فعلينـا أن نجتهـدَ فــي تعلُّـم مــا يتـوصَّـلُ بتعلُّمه إلى معرفةِ ضروب خطاب الكتاب، ثُمَّ السُّنن المبيّنة لجمل التنزيل، الموضّحة للتأويل، لتنتفي عنّا الشبهةُ الداخلة على كثيرٍ من رؤساء أهل الزيغ والإلحاد، ثمّ على رؤوس ذوي الأهواء والبدع الذين تأوّلوا بآرائهم المدخولة فأخطأوا، وتكلَّموا في كتاب الله جلَّ وعزّ بلكنتهم العجمّية دُونَ معرفةٍ ثاقبةٍ؛ فَضَلّوا وأضلُّوا.

محمد بن أحمد بن الأزهريّ (370هـ)

(تهذيب اللغة)