الثقافة ليست منتجًا استهلاكيًّا، هي إبداع وخلق جديد للحياة، تؤكد على أن الغاية والهدف من وجود الإنسان، هي عملية الخلق والإبداع، والمثقف كائن حي متحرك باستمرار نحو التطور والتقدم، وكذلك الأمم التي تملك ثقافة أصيلة، وإن بدت ضعيفة في وجهها السياسي، إلا أنها أكثر قوة من تلك التي لا ثقافة لها، أو أنها ذات ثقافة سطحية، فالمخزون الثقافي للأمة، يؤكد على حيوية الأمة، وأنها صاحبة دور في سلم التطور الإنساني يتقدم، وقد يتراجع أحيانًا، ولكنه لا يفنى ويغادر الحياة.
الثقافة ضرورة لا بدَّ منها، ولا بدَّ لكل فرد أن يعيشها في ذاته، ومع الآخرين؛ لأن الإنسان المنتج الثقافي لا ينتج لذاته، وإنما للآخرين/ المجتمع، الذي يجب أن يتفاعل مع هذا المنتج، وإلا كان هذا المنتج شيئًا نلقيه في حاويات القمامة، فقد يكون نافعًا، ولكنه يحتاج إلى عملية خلق جديدة، قد تختلف كليًّا عن صفاته الأولى.