هي أحدث نظرية لغوية عالمية تناقش القدرات التعبيرية للغات وتناولت على وجه الخصوص اللغة العربية واللغة الإنجليزية ميدانا عمليا لتطبيق مبادئ وأسس النظرية كونهما لغتين عالميتين مع السماح بإضافة لغات أخرى مستقبلا، وخلصت إلى أن للغة العربية عددًا من السمات التي ميزتها عن غيرها من اللغات ، مما أعطاها فضاءً واسعًا من القدرة التعبيرية عن الدلالات المختلفة، بشكل يقف غيرها من اللغات عاجزا عن أن يعبر عنها بهذا القدر من السعة .
ولسنا - في مجال البحث العلمي - بصدد تفضيل لغة على أخرى ، فليس هذا من أهداف البحث العلمي عامة ، وعلم اللغة خاصة ، لكن الفكرة تكمن في تحليل اللغات للوصول إلى الخصائص العامة بينها من ناحية ، والخصائص التي تحتفظ بها كل لغة على وجه الخصوص . ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذا الكتاب : نظرية القدرة التعبيرية. إذ يهدف إلى قياس هذه القدرة في اللغة العربية ، مقارنة باللغة الإنجليزية ، وذلك تمهيدًا لتطبيق هذه الفكرة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات ، وذلك لإبراز الطاقة الكامنة في لغتنا العربية ، للتعبير عن الدلالات المختلفة بأشكال يصعب وجودها في لغات أخرى ، من بينها اللغة الإنجليزية.
من مقدمة أ.د. صبحي إبراهيم الفقي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة طنطا