登入選單
返回Google圖書搜尋
حجر في مكة
註釋

في شهر الله المحرم من عام 571 م في صبيحة يوم منتظر، صاحَ جبل في مكّة مخاطبًا جيرانه من الجبال وهو يهتزّ اهتزازًا شديدًا: أيّتها الجبال الشّامخات، ما لكم ساكنون، أما تشعرون بهزات الأرض ورجفاتها! تنبهت الجبال لمقالته فقال واحدٌ منهم: إي والله، إنا لنشعر بهزّات تنخر في جوانبنا حتى انتبه أهل مكّة لها، لكنهم خائرو القوى مستسلمون، صاح آخر: يا جبال، أما تعلمون أن اليوم هو يومُ المصيبة، قد علم ساكنونا أن أصحابَ الفيل في طريقهم إلى مكّة فاختبئوا والتجأوا إلينا، الجبال تحدث بعضها بعضًا، الأمر عظيم والبيت الحرام وحده يواجه هذا الطّوفان الغاشم، يستمعوا لصوت الأهالي يدعون ربّ البيت أن يحميه، قال جبل: قد علمت أن بعض القبائل قد تصدّت لأبرهة وجيشه إلا أنهم انهزموا وفرَّ منهم من نجا وقتل منهم الكثير، وهم قادمون، يا ربّ إبراهيم وإسماعيل احمِ بيتك من أبرهة وجنوده، سأل سائل منهم: لكن أين سيد مكّة! ألا ينتصر للبيت ويحميه! قال جبل: قد رأيته ذاهب إلى ملكهم يسأله إبَله التي اغتصبها منه كما فعل مع أهل مكّة، فزَهد فيه أبرهة إذ كان يظنّه آت ليدافع عن البيت وإذا به يأتي ليطلبَ مئتين من الإبل فقال له عبد المُطلب: إني أنا ربّ الإبل فأنا أطلبها، أمّا البيت فله ربّ يحميه، فقال أبرهة: ما يمنعه مني شيء، قال عبد المُطلب: أنت وذاك، لكن أعطني إبلي.