حاولت في هذه الدراسة، من خلال المصادر التاريخية والفقهية، وفي مختلف مراحل تاريخ اليمن، بيان تاريخ علاقات الزّيدية مع التيارات السياسية والاجتهادات الفقهية في اليمن، وطريقة أداء الإمامة الزيدية السياسي كدولة، وتطور اجتهادها المذهبي خلال الظروف السياسية المستجدة بمنظور تاريخي. وحاولت جاهدا أن لا أقع في إغراء المواءمة المُضَلِّلة بين ما يجري حاليا، وما سبق أن حدث في تاريخ الزّيدية عبر العصور الإسلامية العديدة؛ وركّزت على المسار التاريخي العام لطريقة أداء الزيدية السياسي والمذهبي مع القوى السياسية والاجتهادات الفقهية الأخرى في اليمن .
كل ذلك في محاولة للإجابة، المباشرة أو غير المباشرة، على التساؤلات الهامة التي أثارتها تطورات الأزمة اليمنية وهي: هل تتطور الزّيدية، بتجلياتها الحالية بصفتها حركة حوثية، وتتحول إلى حزب سياسي يمني يقبل التشاركيّة في الحكم، والتبادل السلمي للسلطة في دولة يمنية مدنية حديثة؟ أم أن استعادة الزيدية المذهبية، كما ظهر في الحركة الحوثية، سيتجسد مجددا في تأسيس إمامة زيدية؟ وفي كل الأحوال، كيف ستتعامل الزيدية الحوثية مع بقية المكونات السياسية والفقهية والمناطقيّة في اليمن ؟