يكشف هذا الكتاب عن الفكر المنهجي العلمي عند الأصوليين، وينقب في الأسس العلمية والمعرفية والمنهجية لعلم أصول الفقه، ويلتمس توظيفه في مجالات علمية ومعرفية واسعة، حتى لا يظل حكراً في مجال الفقه.
ويتوصل الباحث إلى مراده من خلال تحليله لنظريتين هما: نظرية الدليل التي تعدّ مدار فلك الأصوليين من حيث كونها تعمل على بلورة الأدلة، وتمحيصها، وتنظر في كيفية إعمال الأدلة، وتعمل على ترسيخ العقلية العلمية البرهانية الاستدلالية، من خلال الكشف عن قواعد الدليل والاستدلال التي يمكن توظيفها في مجال العلوم الإنسانية. وأما نظرية الترتيب والموازنة فهي تمثل منهجاً علمياً ومعرفياً، ينبني أساساً على ترجيح أقوى الأدلة والقضايا والمسائل، والموازنة بينها.
وهذا الكتاب لبنة متينة تؤسس لمفهوم جديد لقضية المنهجية العلمية الأصولية، التي تسعى لتكون منهجية معرفية تتناول أنساقاً معرفية مختلفة، تتجاوز نطاق الظواهر الفقهية المحدودة لتشمل كافة الظواهر الإنسانية.