يعدّ علم مصطلح الحديث علمًا معياريًّا في دراسة السُّنَّة، وهو علم لم يكن معروفًا في الأمم والحضارات الغابرة، إذ لم يكن لديهم إسناد، فهذا العلم يعطي الدارس معايير في التعامل مع الخبر عمومًا لقبوله أو ردِّه، وقد كان الحِفَاظ على حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو الدافع لابتكار هذا العلم، فكتب علماء الإسلام فيه المئات من الكتب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بل والموسوعية مما لا نظير له في أية حضارة أو دين آخر، وقد كان كتاب «مقدمة في علوم الحديث» لابن الصلاح مرجعًا مهمًّا في هذا العلم، ولذا انشغل العلماء به شرحًا واختصارًا وتعليقًا، وممن اختصره الحافظ ابن كثير في كتابه المفيد الماتع المشهور بـ: «الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث» ولأهمية هذا الاختصار اعتنى به علماء الإسلام، فهو مفيد لطالب علم الحديث بجميع مستوياته، ولهذا جاء هذا الشرح مبِينًا لهذا المتن المفيد بالتوضيح والتمثيل، مع سهولة العبارة وقرب المسلك. ومما يزيد هذا الشرح قيمة وأهمية كونه صادرًا من عالم متخصص في علم الحديث أفنى عمره في دراسته وتدريسه.