منهج ابن رجب الحنبلي في كتابه
جامع العلوم والحكم
مما لا شك فيه أن لكل كتاب علمي منهجا خاصا ينظمه من بدايته إلى نهايته، ولكل
مؤلف رؤية خاصة لكتابه تتدرج على طول الكتاب وعرضه، هذه الرؤية الخاصة هي ما
يسمى بمنهج المؤلف عبر ما ألفه ونظمه من أبواب وفصول. وقد يفصح المؤلفون عن
مناهجهم، أو لا يفصحون؛ فإن أفصحوا، فقد كفونا مئونة الاستقراء والبحث، وإن لم
يفصحوا عن مناهجهم، بحثنا ودققنا وتأملنا؛ حتى نستنبط المبادئ والأسس التي ارتكز
عليها هذا المؤلف أو ذاك في إبراز منهجه العلمي في تأليف الكتاب. وقد أفصح ابن رجب
ـ رحمه الله ـ عن منهجه في كتابه جامع العلوم والحكم حيث قال :
قد أعلمتك أنه ليس غرضي في غير شرح معاني كلمات النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع،
وما تتضمنه من الآداب والحكم والمعارف والأحكام والشرائع، وأشير إشارة لطيفة قبل
الكلام في شرح الحديث إلى إسناده؛ ليعلم بذلك صحته وقوته وضعفه، وأذكر بعض ما
روي في معناه من الأحاديث إن كان في ذلك الباب شيء غير الحديث الذي ذكره الشيخ
النووي، وإن لم يكن في الباب غيره، أو لم يكن يصح فيه غيره ـ- نبهت على ذلك كله» .
العبيكان للنشر
2002