إن علم المقاصد مع قِدَمه في فقه أئمة الفقه واستنباطهم، منذ جيل الصحابة رضوان الله عليهم إلى عصر الأئمة المتبوعين إلى من جاء بعدهم من فحول الفقهاء في كل عصر؛ إلا أن التنظير له ما زال مجال بحثٍ ودرس، وما زالت قواعده الدقيقة وقيودها محتاجةً إلى مناقشة وإنضاج. وهو في حاجته إلى ذلك في العصر الحديث أحوج من غيره؛ لخطورته: أهميةً في تجديد الاجتهاد الفقهي .. من جهة، ومن جهةٍ أخرى: في حماية الاجتهاد الفقهي من التفلت من هداية الوحي باسم المقاصد أيضًا.
ولذلك فإننا لا نستغرب من كثرة البحوث والكتب والمناقشات والندوات التي تُعقد لهذا الأمر المهم الخطير: مقاصد الشريعة وأثرها في معرفة حكم الله تعالى.