بين يديّك أيها القارئ الكريم كتابٌ بعنوان "أولو العزم من العلماء والمجددين والمصلحين في الإسلام".
وهو كتاب يبحث في ظاهرة التجديد في الإسلام، تلك الظاهرة المباركة التي بعث الله بها رسله، وأرسل بها أنبيائه، ليحيوا بها القلوب، وينشروا بها النور، ويُقوّوا بها أواصر الإيمان.
فمنذ فجر الإسلام، حرص المسلمون على تجديد دينهم، واستنباط أحكامه من ينابيعه الصافية، وجعله مواكبًا للعصور والأزمان.
فكانوا يجتمعون في حلقات العلم، ويتدارسون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويستفسرون عن أحكام الدين، ويناقشون المسائل الفقهية، ويتناظرون في الآراء والأفكار.
ولم يخل عصر من العصور الإسلامية من مجددين حملوا راية الإسلام، ونصروا الحق، وذبّوا عن الدين، وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله.
ففي كل عصر، كان هناك علماء وعبّاد وزهاد حملوا همّ الدين، واهتمّوا بتجديده، ونشروا العلم والمعرفة بين الناس.
فمنهم من جدّد في العقيدة، ومنهم من جدّد في الفقه، ومنهم من جدّد في الأخلاق، ومنهم من جدّد في التصوف، ومنهم من جدّد في الدعوة والإرشاد.