الكتاب جمع لأزيد من 69 ترجمة للبخاري ، تم استخراجها من شروح البخاري و كتب التراجم
الإمام المبجل محمد بن إسماعيل البخاري، سيد الحفاظ، وأمير المؤمنين في الحديث، كتب الله له القبول عند المسلمين عربا وعجما، وغرس حبه في قلوب المؤمنين، وبارك في كتابه الجليل الجامع الصحيح، فسخر الله من سجل سيرة ومناقب هذا العبقري الفذ، وخلد آثاره وفضائله الجليلة في مصنفات وأجزاء مفردة، كما أن سيرته العطرة منثورة في مقدمات الشروح وبطون كتب الفهارس والتراجم.
وقد بدأ الاهتمام بكتابة مناقب وسيرة هذا الإمام في أجزاء مفصلة موسعة منذ وفاته، فقد كتب تلميذه ووراقه وخادمه الأمين محمد بن ابي حاتم البخاري النحوي الوراق جزءا ضخما في مناقب شيخه، وأصبح هذا الجزء مرجع الناس في معرفة أحوال البخاري، والوقوف على دقائق مناقبه وجليل أعماله وصفاته. ولوثاقة وأهمية ما أورده الوراق من أخبار عن شيخه، تنافس العلماء على نقله رواية وتداوله نسخا الى أزمان متأخرة، حيث وقف الامام الذهبي عليه ونقل منه نقولا كثيرة في كتابه السير. وترجم له الإمام ابن حبان في كتابه الثقات، ابن عدي، وغنجار في تاريخ بخارى، وأبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور، وابن النديم، وابي يعلى الخليلي، ترجمات ما بين مختصرة ومتوسطة. ثم جاء الخطيب البغدادي فخصه بترجمة واسعة، حافلة وغنية بالمعلومات والأخبار التي استقاها من مصنفات من سبقه – يوجد البعض منها اليوم مفقودا كتاريخ بخارى للحافظ غنجار، وتاريخ نيسابور للحاكم- وكذلك خصه ابن عساكر بترجمة مطولة جليلة في كتابه تاريخ دمشق. وبعد ذلك تتابع شراح الصحيح والمؤرخون على الإعتماد على ما كتبه هذين الإمامين الكبيرين.
وابتداءا من القرن السابع أخذ العلماء في افراد سيرة مستقلة لهذا الإمام العظيم في مصنف