كنتُ شخصاً يُعاني من الثّرثرة الذّهنيّة، يعيش داخل دائرة مفرغة وسجن قضبانه الهموم والمشاكل والصعوبات، يشعر أنّ قدره العيش على هذا النّحو مقتنعاً بعدم وجود مخرج.
ذات يومٍ ذهبَ إلى الجامعة، وعندما وصلَ إلى بابها الرئيسي التقى بسيدة في عقدها السّادس من العمر، تقوم بتوزيع قصاصات ورقيّة صغيرة، اقتربَ منها وبعد إلقاء التحيّة أخذَ منها قصاصة كانت بمثابة مفتاح فتح له باباً واسعاً جدّاً. في الواقع بعد هذا الحَدث، انتبه إلى جانبٍ مشرقٍ لم يكن يراه في نفسه من قبل، بل يمكن القول: إنّ ما حدث معه كان شبيهاً بولادة جديدة. وهذا ما يمكن أن يحدث لك الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات، حيث تكون حاضراً هنا الآن في هذه اللحظة، إنَّ هذا يمثّل جوهر الحضور الكامل.
عزيزي القارئ: هذا الكتاب هو عبارة عن مشاركة لأشياء قمتُ بتجربتها ومع التجربة فقط اعتقدت بصحتها واقتنعتُ بها. لذلك أدعوك لعدم الاقتناع أو الاعتقاد بأي شيء فيه، قبل أن تقوم بتجربته بشكلٍ شخصي وممارسته أيضاً. هذا الكتاب لا يحتوي على معجزات مع أنّه كما يقول أحدهم: المعجزة الحقيقية هي أنْ نمشي على الأرض ونقدّر كل لحظة من لحظات حياتنا. لهذا أدعوك أن تتنفس الآن هنا وتدع عنك كلّ ذلك.