登入選單
返回Google圖書搜尋
註釋

هل‭ ‬فعلاً‭ ‬هو‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الحرية؟

أم‭ ‬تحرر‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬كان‭ ‬يتصارع‭ ‬مع‭ ‬رغباته‭ ‬الشخصية؟‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتكلم‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬مهاجمته‭ ‬للأفكار‭ ‬التي‭ ‬آذته‭ ‬وآذت‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬يقول،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الناس‭ ‬والعالم؟‭ ‬وهل‭ ‬مشكلته‭ ‬كمشكلة‭ ‬الكثيرين؟‭ ‬أهي‭ (‬وهم‭ ‬الحقيقة‭) ‬وضرورة‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬من‭ ‬الزيف‭ ‬الذي‭ ‬أدخله‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬عامل‭ ‬الخوف‭ ‬والرقيب‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬داخلهُ؟

أم‭ ‬هو‭ ‬فطرته‭ ‬الحقيقة‭ ‬وصوته‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يطالبه‭ ‬بالنجاة‭ ‬من‭ ‬ظلام‭ ‬أفكاره‭ ‬وحياته؟‭ ‬فكثيرون‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬حقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬ولا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالروح‭ ‬أو‭ ‬بالصوت‭ ‬الداخلي،‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬حق‭ ‬الإيمان،‭ ‬وبأن‭ ‬الحقيقة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬داخلهم‭ ‬فتدفعهم‭ ‬ليتساءلوا‭ ‬ويتفكروا‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬حياتهم،‭ ‬ولكن‭ ‬لأن‭ ‬البرمجة‭ ‬والمعتقدات‭ ‬المجتمعية‭ ‬تقيدهم‭ ‬وتمنعهم‭ ‬من‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬ذواتهم؛‭ ‬لذا‭ ‬يهربون‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬يهربون‭ ‬إلى‭ ‬النسيان،‭ ‬إلى‭ ‬الغضب،‭ ‬إلى‭ ‬اعتناق‭ ‬أفكار‭ ‬التحرر‭ ‬المزيف،‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬بالثورة،‭ ‬بالانقلاب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المعتقدات‭ ‬والبرمجة‭ ‬الغيرية‭ ‬ومعالجتها‭ ‬وحل‭ ‬معضلاتها،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬التغيير‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭.‬

ولا‭ ‬يعلم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬أنهم‭ ‬يبنون‭ ‬معتقدات‭ ‬جديدة،‭ ‬ويخضعون‭ ‬بسلبيتهم‭ ‬إلى‭ ‬برمجة‭ ‬جديدة‭ ‬للأعصاب،‭ ‬تدخلهم‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬قيادة‭ ‬جديدة؛‭ ‬فقد‭ ‬تعودوا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬العبيد‭ ‬الذين‭ ‬يسمعون‭ ‬وينفذون‭ ‬ويكرون‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬القادة‭ ‬الجدد‭ ‬لهم،‭ ‬ويتبعون‭ ‬قوانين‭ ‬قادتهم،‭ ‬ويشجعون‭ ‬ما‭ ‬يكتبونه،‭ ‬ويصدقون‭ ‬بحقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬لقادة‭ ‬تفكيرهم،‭ ‬فيرون‭ ‬أنها‭ ‬حقيقتهم‭ ‬التي‭ ‬تنجيهم‭ ‬من‭ ‬المهالك؛‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يبنون‭ ‬حقيقة‭ ‬خاصة‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬داخلهم،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ولا‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬الحقائق‭ ‬الحقّة‭.‬

هم‭ ‬يحطمون‭ ‬صنمًا‭ ‬ويبنون‭ ‬أصنامًا‭ ‬جددًا؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يغيروا‭ ‬بعض‭ ‬أفكارهم‭ ‬فإنهم‭ ‬يثورون‭ ‬على‭ ‬ظالم‭ ‬ويمجدون‭ ‬ظالمًا‭ ‬جديدًا؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يخرجوا‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الضحية،‭ ‬فهل‭ ‬نتحرر‭ ‬من‭ ‬فكرتهم‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬ونصنع‭ ‬لأنفسنا‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬للحرية؟‭!‬