علَّم الله عز وجل الإنسان حُسْنَ البيان، وهداه إلى الطيب من القول، وضرب له مثلاً بالكلمة الطيبة، وبالأبكم والفصيح، ودعاه إلى أنْ ينهج سبيل الحكمة والموعظة الحسنة في دعوته. وأنزل كتابه الذي هو برهان الشريعة ودليلها، ومحجة الهداية وسبيلها.
ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم البيان بالسحر، فقال: «إنَّ من البيان لسحرًا» وكان عليه الصلاة والسلام أفصح الناس، وأجملهم منطقاً، وأعذبهم حديثاً.
ومن أجل بناءٍ سوي لمنطقٍ سوي، فقد جاء هذا الكتاب الجامع للمهارات، الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وأصّل لهذه المهارات تأصيلاً شرعياً.
ومهارات الاتصال يُستغنى بها، ولا يستغنى عنها؛ إذ هي اللسان الذي قيل فيه:
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه فلم يبقَ إلاّ صورةُ اللحمِ والدمِ
فالعلم شطر، وشطره الآخر مهارة اللسان.
والتمكن من هذه المهارات لا يتمُّ إلاَّ بمعرفة أصولها وضوابطها، والتدرُّب عليها، وكثرة مدارستها، وتقليب اللسان بها حتى يمهر فيها، فالتعلُّم والحفظ مادة هذه المهارات ولحمتها، والدربة سبيلها المعين على الوصول إليها، قال ابن مقلة الخطاط المعروف: «إني أُراني يوم الخميس أخطَّ مني يوم السبت».
وهذا الكتاب جمع إلى جانب المادة العلمية جوانب في التطبيق والتدريب، ونماذج في التحليل والتطبيق؛ كي يجمع القارئ الفائدتين.
والله هو الموفق، والهادي إلى سواء السبيل.
المؤلف