يقدم لنا هذا الكتاب نموذجًا لمبدع لم يسجن نفسه يومًا في قوالب تجاوزها الزمن، بل ظل مؤمنًا برحابة الحرية في تطوير المجتمع وابتكار الجديد.
تفتح لنا أوراق محمود الورداني أسئلة على الحاضر والمستقبل، في ظلِّ واقع زاخر بالوعود والانكسارات، طارحةً همومه الأدبية التي شغلته ورفاق جيله الذين اكتووْا بنار هزيمة 1967، التي "هُزمت معها أحلام وآمال وأيام ومستقبل جيل الستينيات التي انتمى إليها" في رهاناتها الواقعية للتقدُّم وتحدياته واتجاهاته، غير أننا لا نقرأ فيها "تأريخًا ولا سيرة ذاتية ولا سيرة لجيل، بل هي ذلك كله، مضفورًا بالبدايات الباكرة والتشكل والمعارك والأحلام والتجارب الكبرى والدور الذي لعبته السياسة تحديدًا".
إنها سيرة التحرُّر من الماضي وصيغه المُستنفَذَة، والتحوُّل باتجاه رؤية جديدة للعالم، تُؤسِّس لوعي مُغاير بالفن وجماليات التغيير.