يأتي هذا الكتاب في الظروف الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي ليقدم رؤية منهجية تتعامل بحل العوامل المؤثرة في واقع الأمة، وترابطها بنموها الاقتصادي. يشكل الكتاب مدخلاً لدراسة علم الاقتصاد من منظور إسلامي، فهو يضع الظاهرة الاقتصادية ضمن إطارها العقدي والوجداني والاجتماعي والسياسي، ويوضح كيف تتداخل هذه العوامل والمجالات، وكيف يؤثر بعضها في بعض، صعوداً وانحداراً، في حياة الأمم.كما يستلهم (( نظرية العلية الدائرية)) الخلدونية في قيام الحضارات وانهيارها، ويربط بين مختلف العوامل الأخلاقية والنفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويوضح تأثير بعضها في بعض.
ويستعرض الكتاب واقع الأمة الإسلامية، وواقع الاقتصاد في العالم الإسلامي، ويقترح كيف يمكن التعامل معه؛ مما يجعل الكتاب دراسة حية تتعامل مع واقع الأمة، حيث تستند دراسة الظاهرة الاقتصادية فيها إلى هذا الواقع، والانطلاق من معطياته، وأذ التأثير المتبادل بين العوامل المؤثرة كافة في حسبانه، وذلك على عكس الدراسات الاقتصادية التقليدية التي تستنسخ النظريات والقرارات الاقتصادية الغربية المبنية على أسس نظرية وعقدية واعتبارات ومعطيات نفسية واجتماعية وتاريخية تختلف في كثير من أسسها ومطلقاتها عن عقيدة الأمة الإسلامية ومطلقاتها وواقعها ومعطياتها.