تهدف هذه الدّراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين السّياسيّ والدّينيّ في حركة الخطاب العربيّ؛ قديماً وحديثاً, وما يحاول كلّ منهما فرضه على الآخر من سلطة أو يرسّخه من علاقة, محاولين – بادئ ذي بدء - الكشف عن الكيفيّة التي حاول خلالها الخطاب السّياسي العربيّ- في مراحل مختلفة من تطوّره- فرض شروطه على الخطاب الدّينيّ؛ إن على مستوى إسهامه في صياغة بعض ملفوظات نصوصه المقدّسة, أو على مستوى تأويل بعض ملفوظات نصوصه المقدّسة, أو على مستوى تخييل بعض رموزه المقدّسة.
وقد تمّ تناول قضايا الدّراسة من خلال تقصي البحث عن الدّلالة السّياسيّة في بنية تلك النّصوص, بوصفها دلالةً كامنةً خلف الدّلالتين كلتيهما: اللّغويّة والدّينيّة, ومتدثّرة بهما, ما حتّم علينا البحث في كلّ حدث أو ملفوظ عن ثلاث دلالات على الأقلّ: دلالة لغويّة, ودلالة دينيّة, ودلالة سياسيّة, على النّحو الذي كشفت عنه الدّراسة، في محاورها المختلفة.