هل حقاً أننا مرضى بالأمل وعاطفيون؟
معظمنا يحاول دائماً إيجاد أي طريقة للهروب من هذا الواقع، الذي يعيشه، ومن ظروفه السيئة، التي نلومها، بانياً هروبه على آمال مستقبلية مجهولة. ولكن، في الحقيقة، الأمل لغوياً هو أمر معنوي وليس مادياً وهو شعور يجعل الإنسان متفائلاً، كما أنه يجعل الإنسان يرجو حدوث أمور إيجابية في حياته على الرغم من كل السلبيات والصعوبات المحيطة به، بل هو يدفعه أيضاً إلى رفض المستحيل وتحقيق الشيء، الذي توقّع حدوثه عند شعوره بالتفاؤل، وتالياً فإن التفاؤل هو رؤية المستقبل، بصفة أفضل مما هو عليه.
كم هو ضخم هذا الوهم الذهني، الذي خلقناه لأنفسنا بأنفسنا للتقليل من إمكانية حدوث الأمور السلبية في حياتنا، وعلى الرغم من ذلك فأنها تحدث!
رياضياً احتمال حدوث الشيء يساوي احتمال عدم حدوثه تماماً، أي النصف، ونظرياً عندما لا نتوقع حدوث الشيء الأفضل دائماً، لن يخيب أملنا عند عدم حدوث هذا الشيء، وإذا لم نصب بخيبة أمل لعدم حدوث هذا الشيء، فسنشعر بالسعادة عند حدوثه.
لكن وعلى الرغم من معرفتنا بهذا الشيء إلا أن معظمنا متفائل أكثر مما هو واقعي، حاجباً عن نفسه حقيقة أننا لا نتوقع حدوث الأشياء الجيدة دوماً فحسب، وإنما نملك القدرة على جعلها كذلك دوماً، وذلك لأن أصحاب التوقعات الجيدة هم أكثر شعوراً بالراحة، وهذا يعود إلى تفسيرهم للأمور التي تواجههم، فالنجاح يُصنَّف بأنه سمة شخصية، والفشل بأنه طفرة أو أنه الواقع، بالإضافة إلى أن غالبيتنا ترى أن التفاؤل مرتبط بالنجاح.