登入選單
返回Google圖書搜尋
التسويق الإلكتروني الأخضر
註釋

 خلق الله -سبحانه وتعالى- هذا الكون جميلاً ومسخرًا في بيئة مثالية ليعيش عليها البشر وجميع الكائنات في تناغم وتوازن تلقائي وهذا كفيل باستمرار حياة الإنسان في بيئته بسلام وأمن. ومنذ ظهور الإنسان كان همه حماية نفسه من البيئة وعناصرها، ولم تكن نشاطاته ذات أثر مخل بعملية التوازن البيئي التلقائي، لكن في القرون الأخيرة بدأ الإنسان يتطلع لبناء حضارته ولم يلتفت إلى الآثار الضارة التي تؤثر على ذلك التوازن وتبطئ آليته التلقائية.

وقد ازداد الأمر سوءًا خلال العقود العشر الأخيرة التي تسارعت فيها معدلات الاكتشافات العلمية والاختراعات وثورة التصنيع التي صاحبها تسارع في معدلات التلوث البيئي بملوثات غير طبيعية عملت على تعطيل آلية التوازن البيئي التلقائي، وبدأ الإنسان يعاني من الأضرار الناتجة عن التلوث البيئي الذي كان هو سببًا رئيسيًا فيها، وبعد تطورها بدأت المجتمعات الإنسانية تهتم بحماية البيئة من الإنسان نفسه الذي لايزال يسرع خطواته نحو إخلال التوازن بهذه البيئة، لذا تعد مشكلة الوعي البيئي من أكثر المشكلات المعاصرة تعقيدًا.

من هذا المنطلق البيئي والتوعوي نجد، على سبيل المثال، ارتفاعًا في معدلات التلوث البيئي في مصر، نتيجة للأنشطة الإنتاجية والاستهلاكية السائدة، الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل على تخفيض تلك المعدلات المرتفعة من التلوث، والبحث عن كيفية الحفاظ على البيئة، ومن المؤكد أن أية جهود في هذا الإطار لن تؤتي ثمارها إلا إذا تم العمل على رفع مستوى الوعي البيئي لدى فئات المجتمع المختلفة.