لما كانت مسائل الاختلاف بين الرجل والمرأة في أحكام الحج والعمرة كثيرة ومتفرقة في أبواب المناسك فقد رأيت أن أكتب بحثا متخصصا في تلك المسائل، وهي مسائل تنطلق من فروق ثابتة تؤثر في سائر العبادات لا في المناسك وحدها وقد أسميته «مناسك المراة» .
ولأنه يعالج موضوعا هاما، ومتكررا في كل عام - مع كونه ركنا من أركان الإسلام وهو أيضا بحث متخصص في موضوعه مما يجعله أكثر فائدة وتشويقا.
وسيكون منهجي في هذا البحث - بعون الله تعالى - كالآتي :
1 - بحث المسائل الخاصة بالنساء من أحكام المناسك مكتفيا بذكر ما أراه ضروريا من أحكام الرجال، كتمهيد لبعض المسائل الخاصة بالمرأة يظهر من خلاله أصل التشريع في الحكم الذى استثتيت منه المرأة لأمر آكد منه وليتبين للقارىء الكريم توجيه الدليل الذي قد يستدل به - خطأ ـ على مشروعيته للمراة.
2 - جمع المسائل تندرج تحت كل باب من أبواب البحث، وتقسيم هذه المسائل إلى فصول وتقسيم مسائل كل فصل إلى عدة مباحث إن وجد ما يدعو لذلك.
3 - ذكر آراء مذاهب الأئمة الأربعة فى كل مسألة من مسائل البحث، والموازنة بينها، فإن وجد لأهل الظاهر قولا قويا مخالفا للأقوال المشهورة عى الأئمة الأربعة، أثبته وناقشته .
4 - أقدم فى عرض الأقوال: القول الراجح منها واتبعه بادلته، ثم أذكر بعده بقية الأقوال متبعا كل قول بأدلته ثم أصرح بترجيح القول الراجح منها ذاكرا وجه الترجيح ، والرد على أدلة المخالفين .
5 - أمهد لبعض الأبواب والفصول التى تحتاج إلى تمهيد.
6 - أترجم بتراجم موجزة - لغير المشهورين - أتعرض فيها لاسم المترجم له. وولادته ووفاته وأهم المعلومات التى تتصل بسبب ذكره.
7 - أبين في الهامش أرقام الآيات وسورها.
8 - أخرج الأحاديث التى يرد ذكرها في البحث بعزوها إلى أشهر مصادرها، ونقل ما تيسر - فى الهامش - من أقوال العلماء في الحكم عليها إذا لم ترد فى الصحيحين أو أحدهما .
9 - ذيلت البحث بخاتمة وفهرسين، أحدهما: للمراجع الثى رجعت إليها فى البحث مرتبة بحسب حروف الهجاء، والفهرس الآخر للموضوعات.
وقسمت البحث إل تمهيد، وثلاث أبواب .
خصصت التمهيد للاشارة إلى طبيعة المرأة التي خلقها الله عز وجل عليها، وما فى هذه الطبيعة من فروق بينها وبين الرجل جعلتها تكلف تكليفا شرعيا يناسب تلك الطبيعة، فتوافق الرجل فيما يتفقان فيه وتخالفه فيما خصها الله عز وجل من صفات تناسب وظيفتها في هذه الحياة.
وخصصت الباب الأول لبيان الأحكام التى تخالف فيها المرأة الرجل من أحكام المناسك بسبب القوامة التي جعلها الله عز وجل للرجال على النساء .
وفي الباب الثاني : عرضت المسائل التي تخالف فيها المرأة الرجل بسبب ما يعتريها من حيض، أو نفاس.
وفي الباب الثالث: عرضت أحكام المناسك التي تخالف فيها المراة الرجل بسبب ما شرعه الله لها من الحجاب والستر.
أسأل الله عز وجل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه ، وأن ينفع به إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
العبيكان للنشر
1998