登入選單
返回Google圖書搜尋
مقاربات بلقانية عن القدس خلال الحكم العثماني
註釋

يأتي هذا الكتاب ليكشف عن العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سكان البلقان مسيحيين ومسلمين بالقدس سواء في العصر الوسيط أو خلال الحكم العثماني 1517-1917. فمع الفتح العثماني للبلقان الذي بدأ في النصف الثاني للقرن الرابع عشر واستمر حوالي قرنين تقريبا، انتشر الإسلام في جنوب وغرب البلقان بشكل خاص وأصبح المسلمون أيضا يتوجهون في طريقهم للحج إلى القدس سواء لبدء الإحرام من المسجد الأقصى أو لـ «تقديس الحج»، أي ختم الحج بزيارة القدس باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين عندهم. وكما هو الأمر عند المسيحيين من قبلهم فقد كان الحج للمسلمين أيضا فرصة للتجارة باعتبار أن طريق الحج وقافلة الحج توفران الأمن للتجارة.

صحيح أن علاقة شعوب البلقان مع القدس بدأت قبل نشوء الدولة العثمانية ولكن الفتح العثماني لبلاد البلقان أولا ثم لبلاد الشام لاحقا أوجد وضعا جديدا أصبحت فيه شعوب المنطقتين في دولة واحدة، وهو ما زاد أكثر في الرحلات والصلات والتأثيرات. ومن المهم هنا ذكر «العهدة العثمانية» التي أصدرها السلطان سليم الأول للمسيحيين في القدس في آذار 1517 باعتباره «فاتح القدس»، مستذكرا في ذلك «العهدة العمرية»، والتي ضمن فيها أملاك وأوقاف وحقوق المسيحيين في القدس بمن فيهم الذين جاؤوها من البلقان.