في أعقاب هزيمة حزيران (يونيو) 1967م اكتشف الرأي العام العربي فجأةً أن أحد أبعاد المخطط الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط هو تشويه الصورة القومية للأمة العربية. وبدأنا منذ تلك اللحظة نتحدث تارةً عن إخفاق الإعلام العربي، وتارةً عن قوة الدعاية الصهيونية، وتارة ثالثة عن عملية المواجهة النفسية باعتبارها إحدى أدوات المعركة التي يخوضها العالم العربي.
إن أول ما يجب علينا ملاحظته ونحن بصدد هذه الدراسة التي لا تعدو أن تكون مدخلًا مؤقتًا لفهم حقيقة المعركة الدعائية التي يعيشها العالم العربي في صراعه مع الصهيونية- أن هذه المعركة ليست حديثة، وأنها تعود إلى بداية الحركة الصهيونية. فمخططو المنظمة الصهيونية العالمية، ومنذ مراحلها الأولى تنبَّهوا إلى عملية التوجيه والدعاية