تعريف بالكتاب
ارْتَأَت مُؤَلِّفَة هَذَا الْكِتَاب أَنْ تَبْتَكِر مُصْطَلَحَا نَقْدِيَّا جَدِيدًا يَخُصّ فَنّ السَّيْرَة الرِّوَائِيَّة وَأَنْ تُطْلِق عَلَيْهُ مُصْطَلَح السّيروائية، لما لِهَذَا الْمُصْطَلَح مِنْ تَدَاخُلَات أَجْنَاسِيَّة وَتَشَابُكَات فَنِيَّة مَعَ غَيْرَهُ مِنَ الْمُصْطَلَحَات مِنْ مِثْل: السَّيْرَة الذَّاتِيَّة وَالرِّوَايَة الْأدَبِيَّة، لِذَا فَقَدْ ارتأَت الْكَاتِبَة أَنَّ تُؤَطِّر لَهُ بِإِطَار فَنِّيِّ مُحْكَم لِتَصِل إِلَى تَعْرِيف نَقْدي خَاص بِهِ مِنْ خِلَالَ اسْتِنْتَاجَات وَأَمْثِلَة كَثِيرَة. وَهِي مِنْ خِلَالَ كِتَابهَا لَمْ تُنْكِر إرهاصات السَّيْرَة الرِّوَائِيَّة الْعَرَبِيَّة لَكِنَّهَا أَسَّسَت فِي أحَد فُصُوله لِمُعْجَم مَبْسَط ؛ لِمُحَاوَلَةً فَهُمْ هَذَا الْمُصْطَلَح الجديد وَتَحْدِيد اِتِّجَاهَاته وَأَبْوَابه الْمُخْتَلِفَة مِنْ خِلَالَ خَمْسَة أَعُمَّال سيروائية عَرَبِيَّة مُتَنَوِّعَة فَنّيا وَجُغْرَافِيّا لِقَدّ نَاقَشَت الْكَاتِبَة مَجْمُوعَة الثُّنَائِيَّات الْفَنِّيَّة فِي النَّمَاذِج الْمُتَخَيِّرَة كَمَا نَاقَشَت الْأَسَالِيب الْفَنِّيَّة الْمُشْتَرَكَة فِيمَا بَيْنَهَا؛ لِتَصِل إِلَى نَتَائِج تَخُصّ هَذَا الْمُصْطَلَح الْمُبْتَكَر الَّذِي رَأَت فِيهُ الْكَاتِبَة هَجِينا مِنْ ذَاتُ السَّارِد، وَتَشْكِيلا فَنّيا مِنْ عَنَاصِر الرِّوَايَة، فَضْلا عَنِ الْمُتَخَيِّلَات السَّرْدِيَّة الَّتِي كانت مِنْ أَهُمْ شُرُوطه.