يتناولُ هذا الكتاب القيمَ السياسيّةَ العالميّةَ, وبيانَ صلاحيّتِها مدخلاً منهاجيّاً لدراسةِ العلاقاتِ الدوليةِ, ومحاولةً لإثباتِ عالميّةِ الإسلامِ من مدخلِ القيمِ, ببيانِ قدرةِ الخطابِ القرآنيِّ على بلورةِ منظورٍ إسلاميٍّ للعلاقاتِ, ينبني على معالمِ الرؤيةِ الحضاريّةِ الكلّيّةِ وأبعادِها, بما يجعلُ المنظورَ متميّزاً عن سواهُ بتحديدِ: طبيعةِ العلاقاتِ الدوليةِ في إطارِ الخلافةِ الإنسانيّةِ في الأرضِ، وتحديدِ أشخاصِ العلاقاتِ وفواعلِها ومنهمُ الأمّةُ, وتحديدِ مشكلاتِها الأجدرِ بالتناولِ, فيكونُ نسجُها وفقَ الرؤيةِ الحضاريّةِ لتحقيقِ العالميّةِ بتبليغِ الناسِ محتوَى منهجِ الاستقامةِ الأوحدِ, ويعرّفُهُم بما تفرزه قيمة التوحيد من منظومة قيم: الاستقرار, والمتاع, والاستقامة, بتشغيلِ المشتركاتِ الإنسانيّةِ, وبتفعيلِ التعارفِ باعتماد الخطاب القرآنيَّ مصدراً, بالربطِ المنهجيِّ الثلاثي بين: مدخلِ القيمِ ومحدِّداتِ منطلقاتِها القرآنيةِ, ومحتوى القيمِ وهوَ القرآن ومعالمِ عالميّتِهِ وإنسانيّتِهِ, ومجالِ تفعيلِ القيمِ وهي العلاقاتُ الدوليّةُ وفاعلُها الناسجُ الرئيس الأمةُ القطبُ, باعتماد المنهجُ التحليليُّ للنصِّ القرآنيِّ.
وغطّى الكاتب فجوة كبيرة في المكتبة الإسلامية في مجال العلوم السياسية بتركيزه على العلاقات الدولية في الإسلام من منظور قرآني بالغوص في معاني الآيات لاستخلاص القيم السياسية عموماً, وما يؤسس منها لنظرية العلاقات الدولية الإسلامية, ببيان أركان النظرية وأشخاصها والعلاقات بينها.
ويؤكّد الكاتب حاجةَ العلاقاتِ الدوليةِ -واقعاً وحقلاً- لتفعيل القيم واتّخاذها منطلقاتٍ منهجيةً لدراسة العلاقات, تعين في حل مشكلات العالم ببناء حال أصيلٍ من السلم والتعايش التكامل والتكافل.