في إشارة إلى أثر فقدان أحدهم على الروح تقص علينا رواية أيام الخريف العشرة أن "الفقد أكثر من مجرد أزمة قد تجعلك حزينًا، الفقد لديه القدرة على جعلك مفقودًا، ولكن بلا فاقد" ... وكأن كل شخص عزيز يرحل أو تجبره دورة الحياة على الرحيل يأخذ معه جزء من روحك فتبقى وكأنك أنت من تحتاج للعثور عليك، أنت التائه رغم ثباته في نفس المكان، وهو الشعور الذي اختبره "كريم"

كان كريم طبيب نفسي شاب داهمته الحياة بقسوة مشاهدها كأحد البيادق المحاصرة في لعبة شطرنج، اختبر الحنين تلاه الفقد وسبقهما الخوف من الأمر برمته، اختبر الانفعالات التي انتصر الحزن في أغلبها حتى بات في فراشه مريضًا نفسيا جنبًا إلى جنب مع من يوصي لهم بالعلاج "كريم" هو داخل كل منا، هو أرواحنا التي تعيش لتتكيف مع الظروف دون أن تختار مساراتها، هو ليس إلا براغب في البقاء إلى جانب من يحبهم، كذلك هو ضحية النهايات التي لا تشير لبداية جديدة إلا باحتمال ضئيل عليك بتجاهله كي يأتي، هو راوي لأيام عشرة من خريف يحمل في طياته معافرة للبقاء وللحفاظ على ما تبقى من مشاعر،، حتى يعود أصحابها، فهل يعودون؟ وهل نعود معهم؟