انبثق الفكرُ النسوي الإسلامي المعاصر من واقعٍ اجتماعي وثقافي وسياسي ضاغِط للمرأة، رُفضت فيه الحلول العلمانية والأطروحات الدولية التي لا تتناسب مع الواقع الثقافي والاجتماعي للمجتمعات الإسلامية، واستند في فكره إلى المرجعية الإسلامية فجعلها أساساً لإنصاف المرأة العربية والمسلمة وتحقيق هُويّتها.
وتسعى هذه الدراسة للباحثة د.ميسون الدبوبي، إلى التعرف على تاريخ هذا الفكر ومحتواه وتوجهاته وعوائقه. وهي تُعدُّ امتداداً للاهتمام المستمر بقضايا المرأة؛ إذ لم تخْلُ حقبة في التاريخ العربي والإسلامي من وجود أصوات تطالب بحقوق المرأة ضمن المرجعية الإسلامية.
ويُبرز الكتاب طبيعة المـشاركة الفكرية للنـسوية الإسلامـية داخل الوطـن العـربي، وخصوصيتها التي تميزها عن النسوية الغربية العلمانية، كاشفاً عن طبيعة الأسس التي استندت إليها، ومدى قدرتها على كشف الفهم المغلوط والتحيُّزات الثقافية المحلية بشأن المرأة، مع بيان التوجهات الفكرية المنضوية تحتها، واستعراض سِيَر عدد من الأعلام الذين تبنّوا هذا الفكر، والعوائق التي تعترضه.