الوظيفة القنصلية من أهم وظائف البعثات التمثيلية في الخارج؛ فنجاح البعثة في أداء وظيفتها القنصلية يعكس نجاحها بشكل عام. فإن قصَّر فيها القائم بها؛ فقد يضُر بمصالح رعاياه من أبناء بلده في الخارج، بما ينعكس سلباً على أدائهم ونجاحهم في بلد الاغتراب، وإن أتقنها فلا شك أنه سينصف مظلوماً، أو يساعد مضطراً، ويرفع من قدر أبناء بلده في الخارج، ولن يتسنى له ذلك إلا بالعلم والمعرفة بكل جوانب وأسس العمل القنصلي.
ولهذا فقد جاءت مساهمتي بهذا الكتاب سعياً مني لإيجاد وعياً وثقافة قنصلية بين من يعمل في الوظيفة القنصلية أو الدبلوماسية أو المغترب أو المطلع أياً كان، وليشكل مرجعاً ودليلا علمياً وعملياً للعمل القنصلي لاحتوائه على ما قد يتبادر للذهن عن العمل القنصلي والقناصل والقنصليات من جوانب نظرية وعلمية وتجربة شخصية.