إن حرب الاستنزاف، وحرب اليوم الكبير ومذبحة ميونخ، وأيلول الأسود،  والحرب اللبنانية، والجدل الدائر حول المستوطنات اليهودية ومستقبل القدس، واتفاقيات كامب ديفيد، واتفاقيات أوسلو والانتفاضة كلها من نتائج ستة أيام عصيبة من شهر يونيو من العام ١٩٦٧ في الشرق الأوسط. 

من النادر في العصر الحديث أن يسفر صراع محلي قصير جدا كهذا عن نتائج كونية مديدة. ونادرا ما استحوذ حدث  واحد وما تفرع عنه على انتباه العالم واحتفظ باهتمامه به كهذا الحدث. وبالمعنى الحقيقي لدى رجال الدولة والدبلوماسيين والجنود، فإن هذه الحرب لم تنته بعد. بل إنها في نظر المؤرخين قد بدأت من توها. 

ألفت كتب عديدة حول ما يسمى في معظم أنحاء العالم بحرب الأيام الستة، أو كما يفضل العرب تسميتها بحرب يونيو (حزيران) للعام ١٩٦٧. فالأدب واسع لأن الموضوع مثير جدا -كان الحدث فيه خاطفا كالبرق، وألقى بظلاله على العالم. واتسمت أرض المعركة بالقدسية لدى الملايين من الناس. كان هناك وراء آليات المشهد والتحركات التكتيكية الجريئة أبطال وأوغاد. وكان هناك خطر نشوب حرب نووية. وما إن توقف إطلاق النار حتى أخذت التحليلات والأوصاف الأولى تظهر  وفي غاليبتها عن شهود عيان. ولسوف يتبعها مئات أخرى.