اعلم أخي المسلم : أنه لا بدَّ من الذنب ، ولا بدَّ من الاستغفارِ والتوبةِ ، حتى ينفكَ عنك غُلُّ المعصيةِ ، وإصرُ الذنبِ ، وإذا كان الاستغفارُ هو أحدَ الأسبابِ المكفرةِ للذنبِ ، وقبول ِالتوبةِ ، فإنَّ الله برحمته قد شرعَ أعمالاً كثيرةً تُكَفَرُ الذنبَ وتغفرُهُ ، وترفعُ الدرجاتِ ، وتُكَثَّرُ الحسناتِ ، لأنَّ الله لا يرضى لعبدِهِ المعصيةَ ، بل يُحبُ لهم الخيرَ، ويأجُرُهم عليه ، قال تعالى :﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾(النساء: 147
والذنبُ مثلُ الغُلِّ، يُطَوَّقُ به الإنسانُ المسلمُ ، وَيَضِيْقُ عليه كلَّما فعل ذنبًا، وكلما فعلَ طاعةً واستغفرَ ، انفك عنه هذا الغُلُّ، حتى يخرجَ إلى الأرضِ ، وليس عليه من إصرِ الذنب شيءٌ، فعن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ, ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ, ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الأَرْضِ".
وللاستغفار أهمية عظيمة : فهو مطلب إلهي ، ومراد رباني ، طلبه الله لنفسه ، وارتضاه من عباده ، واختاره لتكفير ذنوب المقربين ، وأحبه ليطهرهم من سيئاتهم ، وأنزله في كتابه ، وأرسل به رسله.
والاستغفار عمل الأنبياء ، ودعوة المرسلين ، وشغلهم الشاغل ، أكثروا منه بالليل والنهار ، مع خلوهم من أسبابه ، وبعدهم من دائه.
وهو عمل الصالحين ، وذكر المقربين ، ودأب المؤمنين ، وسبيل المتقين ،ونجاة السالكين ، ومحب الراغبين ، وطريق الفالحين ، ومقيل عثرات العاثرين ، وتفريج لهموم المهمومين ، ودواء للعصاة والمذنبين
. وهو مفتاح التوبة ، وطريق العودة ، وسبيل المغفرة ، وبداية الاعتذار ، والصلح مع الله رب العالمين
. وهو مطهر البدن من الذنوب ، وتنظيف القلب من الران ، وسبب لعدم تكديس المعاصي على العبد ، وهو أقرب طريق لجلب رحمة الله تعالى
.والاستغفار : مسلك الأبرار ، والساهرين للأسحار ، وتوبة المذنبين بالليل والنهار
. والاستعغار : عبادةُ اللسان ، وتوبة ُالمقالِ ، والاعتذارُ في الحالِ ، والنجاةُ في المآلِ ، وفيه صلاحُ الأهلِ والمالِ
.والاستغفار : سُمُّ الشيطان ، وتِرياقُ الإنسانِ ، وطردٌ للنسيانِ
.والاستعغار : يَرُدُّ للقلب أساريره ، ويعيد النور للوجوه العابسة ، ويُخَلص الفكر من شُغلِهِ والبالَ من هَمَّهِ
ولقد وفقني الله تعالى لبيان هذ الأمر ، الذي هو من الأهمية بمكان ، من الاستغفار والأعمال التي ينال بها العبد مغفرته سبحانه ، في هذا الكتاب :" دليل الأخيار إلى المغفرة والاستغفار ، بكل ما أوتيت من جهد وفكر ، سائلاً الله لي ولإخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، القبول والتوفيق لما يُحب ويرضى
وبإذن الله وتوفيقه سيجد كل مسلم في كتابي هذا بغيته من موضوع المغفرة والاستغفار بما يغنيه عن مراجع آخرى وأترك التعليق على كتابي هذا كل عبد منصف وليبعث لي كل
ناصح بأي خطأ يجده يخالف القرآن والسنة
فإن الدين النصيحة
والله من وراء القصد
أخيكم في الله /صلاح عامر
الباحث في القرآن والسنة