اتسمت العلاقات التركية-السورية منذ حصول سوريا على استقلالها عام 1946، بالتذبذب الكبير مع غلبة الطابع الصراعي على طبيعة هذه العلاقات، فلم تكن علاقات طبيعية حتى أواخر القرن العشرين، فقد تميزت بالتأزم والعداء طيلة تلك الفترة، وقد لعبت العديد من العوامل دوراً كبيراً في إبقاء هذه الصفة على العلاقات بين البلدين الجارين، أهمها:
1- ضم تركيا لأراضي سورية واسعة أهمها لواء الأسكندرونة عام 1938، إبان فترة الانتداب الفرنسي على سوريا.
2- اختلاف الخيارات والرؤى الإستراتيجية لكلا البلدين، حيث اختارت تركيا توجهات غربية (رأسمالية) بينما اختارت أغلب الحكومات السورية التوجهات اليسارية والاشتراكية.
3- قضية المياه، فقد أدى قيام تركيا بإنشاء عدد من السدود على نهر الفرات وقطع المياه عن الأراضي السوري في فترات عديدة، إلى توتر العلاقات بين البلدين أكثر من مرة خلال التسعينيات من القرن العشرين.
4- المسألة الكردية، حيث تتهم تركيا سوريا بإيواء ومساعدة عناصر حزب العمال الكردستاني وهو ما أدى إلى وصول العلاقات بين البلدين إلى حافة الحرب عام 1998.
5- العلاقات التركية - الإسرائيلية، حيث أدى التحالف بينهما إلى تأزم العلاقات التركية-السورية، فقد رأى النظام السوري أن هذا التحالف يشكل ضغطاً استراتيجياً على سوريا، ويهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة.
6- العلاقات السورية - اليونانية، حيث تنظر تركيا بريبة إلى هذه العلاقات نتيجة التأزم المستمر في العلاقات التركية-اليونانية.