«عندما غادرت طفولتي، وفتحت المنديل المعقود الذي تركته لي أمي وعمتي، وجدت بداخله هزيمتهما، بكيت، ولكني بعد بكاء وتفكير أيضا ألقيت بالمنديل وسرت، كنت غاضبة... ساعتها قررت أنني سأكتب كي أترك شيئا في منديلي المعقود». رضوی عاشور: «تجربتي في الكتابة»
إن أي محاولة للكتابة عن مسار رضوى عاشور وتجربتها تستدعي الانتباه إلى غزارة الإنتاج، نقدا وإبداعا، إنتاج يمتد عبر مراحل من تاريخ مصر المعاصر. فكل قراءة جادة تستدعي بدورها دراسة وتحديد السياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي لهذا الإنتاج الغزير. ففي كل رواية وفي كل عمل نقدي كانت تنجزه، كانت تندس قطعة من حياتها وتجربتها الإنسانية والنضالية. وقد جعلت هذه الخاصية كل أعمالها مستوحاة من الحياة المعيشة شخصية كانت أو عامة. والواقع أنها أكدت في عملها النقدي الرائد «صيادو الذاكرة» أن تراثها هو «تراث الموءودة». فما الذي أنجزته وهي التي كانت منذ البداية على وعي بهذه الحقيقة؟ وما الذي تركته لنا في «منديلها المعقود»؟