登入選單
返回Google圖書搜尋
الكائن الثاني
註釋لم يكتفِ الشعراء المجددين من شعراء الشعر العربي الحديث بإمتاعِنا بقصائدهم التي تتميز بالاتساق والتنويع، وإنما حرصوا على منحنا خلاصة القصائد الشعرية والرسائل الأدبية، وضمها لركب الثقافة العربية الجديدة، ومن بين هؤلاء الشعراء "أحمد زكي أبو شادي"، فقد قدّم الكاتب في مقدمة مجموعته الشعرية هذه، مقدمةً قيمةً جداً، تليق بالقصائد التي تضمنها الديوان، وهي خمس وعشرون قصيدة شعرية منتقاة بعناية، وضع فيها الكاتب معانٍ غامضةٍ أظهرت تمرده على الصور الشعرية التي لطالما استخدمها الشعراء فأصبحت صوراً مستهلكةً، كما ابتعدت قصائده عن الانحياز إلى موسيقى اللفظ المصطنعة، وانحازَت إلى موسيقى المعنى، كما نوّع بين عمق المعاني وقوافيها تبعاً لتنوع قوافي القصائد والعكس، وتمكن من تطويع اللغة كي تكون قادرةً على استيعاب الوعي الشعري الفريد، الذي يتمثل في تجرّد قيم الجمال، حيث أنه ينظر للعالم بعين الحقيقتين العلمية والإنسانية، فيدخل عمق العقول والقلوب على حدٍ سواء، دون تكلف، وبشاعريةٍ مطبوعةٍ.