لقد أثرت الوصفات العشبية على صناعة الأدوية الكيميائية، حيث فصلت مركبات عشبية في أشكال صيدلانية: (أقراص، حبوب، كبسولات، حقن، مزج، حبيبات فوارة، خلاصات ومراهم). والتداوي بالأعشاب ليس وليد اليوم، فقد تداوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعشاب، وأمر أصحابه بالتداوي، ونصح أمته بكثير من أنواع العلاج، الذي كان موجودًا في زمنه، ولا زال.
ونظرًا للإقبال المتزايد في السنوات الأخيرة على التداوي بالأعشاب، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، قرارها رقم (ج ص ع 30/49)، الذي حثت فيه الحكومات على إعطاء قدر كافٍ من الأهمية لطب الأعشاب، وبعد إصدارها لهذا القرار قامت بجهد كبير، لإحياء طب الأعشاب على الصعيد العالمي، ولكي تتحقق درجة الأمان في الأدوية العشبية، يجب أن تخضع العشبة للشروط التالية:
• أن تكون العشبة التي تحتوي على المادة الفعالة قد جمعت ونظفت وجففت وعُبئت وخزنت تحت معايير علمية صحيحة.
• أن تكون معبأة في عبوات جذابة ونظيفة، وأن يشمل الغلاف الخارجي للعبوة، معلومات كاملة عن العشبة، أو الجزء النباتي مثل اسمه المحلي والاسم العلمي، وإذا كانت الوصفة مكونة من خليط من عدة أعشاب، فيجب ذكر أسماء تلك الأعشاب كاملة، وذكر المادة الفعالة لكل عشبة، كما يجب ذكر الأضرار الجانبية لكل عشبة، بالإضافة إلى تحديد الجرعة للصغار والكبار، وكذلك تاريخ صلاحيتها، ولا بد أن يكون هناك تحذير على عبوة العشبة بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة.
• يجب ألا يكون للدواء العشبي تأثير عكسي على صحة الجسم، ولا يسبب الحساسية.
• يجب ألا يتعارض الدواء العشبي مع الأدوية العشبية الأخرى والمكملات الغذائية، كما يجب ألا يتعارض مع الأدوية الكيميائية المصنعة.
• يجب ألا يتعارض الدواء العشبي مع الأطعمة، ولا مع الاختبارات المخبرية لبعض الأمراض كالسكر والضغط والكوليسترول، وخلاف ذلك.
• يجب ألا يتعارض الدواء العشبي مع الأمراض، مثل النزيف والعقم والصرع والكلى والكبد والنقرس وسيولة الدم، وتخثر الدم وأمراض الأوردة والشرايين والقلب والأرق والشيزوفرينيا.
• كما يجب أن يكون الدواء العشبي خاليًا من المواد السامة، ومن المعادن الثقيلة والبكتريا والفيروسات والمخدرات والمبيدات الحشرية ومبيدات الهوام، وكذلك أجزاء الحشرات والقوارص.
أرجو أن يكون في هذا الكتاب إثراء للمكتبة العربية، ولممارسي الصحة العامة، وتوعية للقارئ بالاستعمال الأمثل للدواء العشبي.