في ظل الترابط التكنولوجي والإقتصادي والسياسي لم تعد أي دولة بعيدة عن أي صراع يحدث في العالم، لقد جعل هذا الربط جميع الدول تتأثر ببعضها البعض فلا يمكن حدوث أزمة اقتصادية في دولة ما دون أن تؤثر على بلدان العالم الأخرى.
وتعد روسيا احد المنظومات الإقتصادية الكبرى في العالم، لذا تتأثر روسيا الإتحادية وتؤثر في أي خلل يصيب الإقتصاد العالمي، فأن العلاقة بين روسيا الإتحادية وجمهورية إيران الإسلامية تتراوح ما بين التقارب والتباعُد عبر تاريخ الدولتين على المستوى السياسي، إلا أن المصالح هي التي تصنع التقارب.
ولقد توثقت علاقات المصالح بالرغم من الاختلافات الأيديولوجية بين روسيا الاتحادية وإيران، واختلاف التوجهات لكل منها، إلا أن ما مرت به العلاقات الروسية - الإيرانية بتطورات عززت نمط التقارب فيما بينهما حتى باتت علاقات ذات مصالح متقاربة بين الدولتين ، لكن لم تبلغ هذه العلاقات فعليا مُستوى التحالف الإستراتيجي أو حتى التعاون الإستراتيجي، بل يُمكن إعتبارها تقارب إستراتيجي مصلحي نتيجة للظروف الداخلية للتوافق مع المُتغيرات الإقليمية المُحيطة بهما، مما يفسح لهما مجالا للمناورة السياسية في البُعد الإقليمي والدولي.