يتعرض هذا الكتاب لبعض الجوانب الإنسانية والحضارية بشأن التبادل التاريخي الذي تم بين مصر وإيجبت، برغم أننا الآن نعشق مسمى "مصر" بقدر عشقنا لوطننا إيجبت، ولم نعرف من أجدادنا أنهم خُدعوا، وأن اليهود نصبوا عليهم بإطلاق مسمى" مصر" إلى جانب إيجبت، ولم نعرف أن مسمى "مصر" هذا خدعة يهودية صهيونية، حيث كانت هناك مقاطعة عربية قديمة اسمها مصر تقع جنوب غرب الجزيرة العربية، وكانت قرينة ومجاورة لإرم ذات العماد، وأن السلالة الحاكمة في كلتا المقاطعتين كانت من جد واحد هو " إرم ابن عمليق ابن نوح "، وذرية هذا الجد تفرعت إلى سلالتين كما العرب والإسرائيليين من سلالة إبراهيم، وكانت هذه السلالة متجبرة، لدرجة أن الله محق مدنها وقراها فلم يبق منها أثر، لكن اليهود حاولوا استغلال هذه الوقائع التي لم يتم تدوينها تاريخياً بشكل صحيح وكامل بينما وردت مقتطفات عابرة عنهما في الكتب المقدسة، فحاول اليهود أن يستغلوا هذا الأمر بنوع من التعتيم التاريخي على الحقائق ونقلها سراً إلى بلادنا إيجبت..
في الحقيقة كان مسمى " مصر" هو أكبر خدعة في التاريخ البشري، فنحن سمعنا وقرأنا عن احتلال شعوب وحضارات لشعوب أخرى واستنزاف مواردها، لكننا لم نقرأ يوماً عن عملية نصب بهذه الضخامة، وأن تستمر العملية على مدار آلاف السنين ! فاليهود لا يوظفون الجنود والمقاتلين في احتلال أوطان الشعوب واستنزاف ثرواتها، لأن اليهود أقلية لا تقدر على فعل ذلك، ولا تستطيع إمكاناتها المادية تحقيق طموحاتها الكبيرة جداً في احتلال إمبراطوريات عظمى، لأنهم في هذه الحال سيبدون كما النملة التي تحاول افتراس الفيل، ولذلك يلجأون إلى طريقة عمل أخرى مختلفة تماماً، هي أقرب إلى نظرية عمل "سوسة النخل"، فهي تنغرس في داخل نسيج المجتمع ولا تبدأ عملها إلا بعد أن يتوارى جسدها بالكامل، أي تندمج اندماجاً كلياً.. ومن هنا تبدأ العمل. فهم لا يوظفون جحافل الجنود والمقاتلين لتحقيق أحلامهم بل يوظفون علماءهم ومفكريهم فقط في التخطيط والتدبير لحيل توصلهم إلى غايتهم بيد الضحية نفسه !
وفي هذه الجزء من الكتاب سنقف على عدة محاور أهمها؛ الموقع الجغرافي لمقاطعة مصر العربية البائدة - تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة - مصر الملعونة في الكتب السماوية - فرعون.. ظاهرة مجتمعية وليست حالة فردية - فرعون ..شخصية عربية وليست قبطية – اسم بلادنا إيجبت في عهد النبي محمد- بداية انطلاق مسمى " مصر" داخل بلادنا إيجبت - الجذر اللغوي لمسمى "مصر"- التوسع في استخدام مسمى مصر- إشكالية التأريخ بين القبط والمصريين والفرق بينهم- عملية الانتقال التاريخي في عصر الاحتلال العربي - إشكالية التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت في عصر الاحتلال العربي- طمس تاريخ " إيجبت " بتاريخ مصر.