ويعرض الكتاب بقدر مناسب من التفصيل فكر النخب اليهودية في إسرائيل في المجالات السياسية والأمنية والأكاديمية المتعلقة بالتسوية الدائمة للصراع (الإسرائيلي – الفلسطيني) ، وتحديداً في ظل تداعيات الربيع العربي على المنطقة والهاجس الديموغرافي الإسرائيلي للحفاظ على الطابع اليهودي للدولة العبرية .
لان الثورات العربية باتت تشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل ، إذ إنها تخاف الجديد القادم الناجم عن اخذ الشعوب العربية لزمام المبادرة تجاه نموذج عربي حديث ينزع منها الادعاء بأنها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط،حيث يفاخر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأ ن"دولة اسرائيل "هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وهو ادعاء مناقض للواقع ، فخلال اقل من عام جرت في اسرائيل ثلاث انتخابات للكنيست الحادية والعشرين ،الاولى في شهرنيسان والثانية في شهرايلول من العام الماضي والثالثة في الثاني من شهر اذار الماضي،ولم تكن نتائج الانتخابات حاسمة لتشكيل ائتلاف وزاري مستقر،وكانت الانتخابات تجري على وتيرة ازمة رجل واحد متهم بالفساد وهو نتنياهو ،فأي ديموقراطية التي تمنح فاسدا لتولي المنصب ؟،وهذا يكشف زيف الديموقراطية الاسرائيلية،وبذلك تنتهي مقولة الديموقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط.الدولة الصهيونية كتداعيات للهاجس الديموغرافي الاسرائيلي وصفقة القرن. علما أن أي تغيير في الحالة الإستراتيجية في المنطقة سيؤثر حتماً على إسرائيل في الحاضر والمستقبل معاً كونها تمثل آخر " استيطان إحلالي في العصر الحديث ".