القصة القصيرة تتربع على فنون اجتذاب الإنسان المعاصر سواء
على مستوى الإبداع أو على عدد متلقيها، فهي فن العصر بما
يحتويه من سرعة ومفارقات وتناقضات وقضايا صغيرة وكبيرة،
تعد الأنسب للتعبير عن صوت الذات أو الصوت المنفرد تتميز عن
الرواية التي تعد صوت المجتمع بمراوغتها المدهشة حينما تلتقط
ذرات الواقع لتصنع منها الوجود وعوالمه الدقيقة العامة، علمتنا
الحياة أنه من الجزء نرى الكل، ومن الذرة عرفنا المجرة، ومن
اللحظة ندرك أبعاد الزمن وامتداده، ومن المواقف الحياتية التي
مرت بالقاصة "سيادة العزومي" سجلت بإبداع من شريط الحياة
الكبير والمليء بمفردات متعددة كينونة وغاية وهدف، ولا ش ك
أنها بالإصرار والتجويد ستصل لهدفها، فقد دعتنا القاصة إلى ألا
نفكر ونسأل من أين نحن قادمون.. بل المهم أن نفكر ونعي إلى
أين نحن ذاهبون، ورغم التفكير والوعي قد تقودنا الحياة إلى
مسارات وطرق ونهايات لم نكن نفكر فيها ولا نتوقعها، وأحيانا
نبدأ بعد دراسة وتوخي كل سبل الحذر ونتوه في الطريق ولا
نعرف كيف ننتهي، وربما يحدث ما لا نتوقعه، فطريق الحياة مثل
البحر تماما، لا تأمن عواصفه ولا تقلب أمواجه فلا توجد
ضمانات، فأنت تبدأ راسما مسارك إلى الهدف، فتفاجأ بمسارات
ودروب تقودك إلى اللاشيء أو إلى متاهة من متاهات الدنيا، أو
تجد نفسك بين مفترق طرق وعليك اتخاذ القرار، ومسارات تقود
إلى اللاشيء، والدنيا متاهة، المهم أن تعرف طريقك.