تدول الأمم وتتغير مظاهر أنماط حياتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية
بين حين وآخر، ولكننا لا نتصور أنَّ أمة من الأمم يمكنها أن تغيّر لغتها تبعاً
لتلك التطورات، ذلك لأنَّ اللغة لا تؤمن بالثورة والتطور السريع، فقواعدها
الأصلية لا يمكن أن تزول بزوال البناء القديم لتشكل بذلك قواعد جديدة لما
يستجد من بناء. وهذا لا يعني أنّ اللغة كائن يرفض التجديد، ولكنه يعني أنَّ
التطور الذي يصيبها تطور حذر بطيء قد لا تبدو مظاهره وسماته إلا على
مدى قرون من الزمن، وقد لا يمسّ بشكل حاسم الأسس الثابتة لقواعد
اللغة وأصولها العامة.