تعد الملكة اليزابيث من أشهر الملوك والحكام في أوربا خلال القرن السادس عشر، فقد استطاعت ان تصل ببلادها الى ذروة مجدها، وأعادت مركزها الطبيعي بين الدول الاوربية الاخرى امثال اسبانيا وفرنسا.
تميزت سياسة اليزابيث بالهدوء الى حدٍ بعيد رغم الاحداث الساخنة التي احاطتها من كل حدب وصوب، فكثرت المؤامرات الداخلية والخارجية الرامية الى خلعها والاطاحة بها، فكانت تتعامل مع ما يدور من حولها ببرودة اعصاب منقطعة النظير وصلت الى درجة النقد والاستغراب حتى من اقرب المقربين اليها، فرسخت اركان المذهب البروتستانتي الجديد، وانعشت الاقتصاد الانجليزي، واصدرت القوانين التي نظمت من خلالها الحياة العامة والخاصة، وهزمت اعتى الخصوم الذين تمثلوا بالاسبان في حرب ملحمية بحرية حامية الوطيس، عُدّت من اشهر المعارك البحرية في التاريخ الاوربي الحديث، ولم تغفل اليزابيث الحياة الادبية والمسرحية فاعتنت بها ودفعتها صوب التميز والازدهار، وشحذت الهمم ورفعت الروح الوطنية بين جميع طبقات المجتمع الانجليزي، انه الهدوء السياسي الاليزابيثي أو بالاحرى انها السياسة الهادئة الاليزابيثية التي رفعت الصديق الى مقام الاقوياء الامناء، وكسرت جبروت الاعداء حتى لم يعودوا يفرقون ما بين الكدر والنقاء.