رغم اختلاف الشكل الشعري الذي يطرحه الشعراء في الأسلوب

الكتابي واللفظي ، والموسيقي ، والمكاني ، والزماني إلا أن الشعر هو الشعر ، كلام يطرب

المسامع ويبهر العقول .

وشعر العرضة الجنوبية أحد الفنون المتأصلة في جنوب المملكة العربية السعودية ،

والتي تتجسد قمة نشوته الابداعية في ساحات العرضة الجنوبية رقصة الحرب

حيث يحتدم الصراع اللغوي وتجود القرائح بأجمل ما لديها، وتكسي المعاني بالرمز

المأخوذ من البيئة ، والخيال غير المتكلف ، والتورية الجميلة، بين زئير الصفوف ، ودوي

الطبول ، وصيحات الحرب .

وما سنطرحه في هذا الكتاب عبارة عن تعريف موجز لفن العرضة الجنوبية ،

معرجين وبشكل مقتضب على تعريف موجز لبعض شعراء العرضة الجنوبية المعروفين ،

وأمثلة مختارة من أجمل محاوراتهم في ساحات العرضة الجنوبية، بالإضافة إلى عدد

من القراءات لبعض المحاورات التي ألقيت في ساحات المحاورات .

وهذا الكتاب عصارة مجهود استمر لأكثر من ثلاثة أعوام بين جمع وتحر وزيارات

لأماكن إقامة هذه المحاورات

ولعل أكبر الصعوبات التي واجهتني أثناء جمع هذا الكتاب تتجسد في تفاوت أماكن

الشعراء ، وعدم وفاء بعضهم بما طلبته منهم من نصوص ومعلومات تثري الكتاب :

وبسبب ذلك أصبح لبعض الشعراء نصيب كبير من الكتاب بسبب تعاونهم ، كما أن

حرصي على إيراد مجموعة من المحاورات لعدد من شعراء العرضة والتي تمتد قبائلهم

من جنوب الطائف وحتى قبائل عسير، جعل هذا الطرح متميزا عن غيره من الكتب

التي تناولت محاورات العرضة الجنوبية.

وأنا هنا لا أمجد الشعر العامي على حساب الفصيح ، ولكن الشاعر والباحث شاهد

عصره ، وكان من الواجب تدوين ونقل صورة لمورثنا الشعري الجنوبي ليطلع عليه

أجايلنا القادمة .