يعدُ القرن العشرون قرناً متميزاً بكل أحداثه السياسية والتحولات الاجتماعية، والاكتشافات والاختراعات والإنجازات العلمية التي غيرت ملامح الجنس البشري عما كان عليه في القرن التاسع عشر.
في القرن العشرين أعيد تشكيل الوطن العربي سياسياً وجغرافياً. ففي العقد الثاني منه قامت بريطانية وحلفاؤها بإدارة مخطط الإجهاز على الرجل المريض وإجهاض مشروع الدولة العربية وتمزيق أشلائها ونهب ثرواتها. فكانت الثورة العربية، وما حملته من خدعة كبرى للعرب من حلفائهم الإنكليز، وقسّم الوطن العربي وتشكلت حدود الدول العربية فكانت اتفاقية (سايكس - بيكو) بين القوى الفرنسية والإنكليزية.
لقد شيّعت بريطانية دولة الإسلام التاريخية واختفت الدول العربية فلم يبق إلا صورها المشوهة، صورة الدولة التابعة المحمية التي مزقت وأحيطت بشروط سياسية واجتماعية واقتصادية يستحيل معها إحياء مفهوم الأمة العربية.
في القرن العشرين قامت الثورات والصراعات والانقلابات وتنصيب حكام موالين للقوى الإنكليزية والأمريكية.. تدخلت بريطانية قديماً في شؤون الدول العربية، ثم تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، وجرت أحداث ومتغيرات لا نزال نعيش نتائجها إلى الوقت الحاضر..
ففي بداية القرن العشرين حلمت الشعوب العربية خصوصاً في المشرق العربي بالوحدة العربية، في ظل مدّ القومية العربية، واستمر الحلم وسط النزاعات والخلافات سنة بعد أخرى.
وهناك مشكلات كثيرة اختلف عليها العرب، وتشاركوا في حمل أحزان نكبات ونكسات وصراعات عديدة، والهمّ الأكبر.. همّ فلسطين، فالقضية الفلسطينية انفجرت بقوة قبل منتصف القرن العشرين بسنتين، تحديداً في عام 1948م ، ولكن جذورها ضاربة في أول أعوام القرن.
العبيكان للنشر